قصيدة كتبها سليم الزركلي في يوم الجلاء
قف في سمائك سيد الفيتان ** رمزة الاباء وقدرة الشجعان
وقف الزمان بميسلون فانها ** دارت عليك بميسلون ثوان
وارمق عداك تجوس خلف ظهورهم **ريح تحركها يد الرحمن
يتزاحمون على الطريق كانهم ** صرعى طلا الله للحدثان
وانظر بعينيك كيف دالت دولة ** شادوا ركائزها على الطغيان
يا قبر يوسف لا عدتك مواطر ** هن الرجاء لموطن ظمأن
ياقبر يوسف لست قبرا قائما ** ما انت الا كعبة الخلصان
قد كنت اشغل فيك كل جوارحي ** لكن داعي المجد ثم دعائي
لا كان لي عيش يطيب وذمة ** ان لم اجرد خاطري وسناني
لعبت باروقة الخلود بشائر ** ارقن اذكاري وهجن بياني
ولطالما ضج الضريح من الاذى ** ومضى يهز مشاعري وجناني
ويهيب بالثاوين حب بلادكم ** تلقى صنوف الذل و الحرمان
امعاقل الاحرار طاب لك الجنى ** وحلا بك التغريد في الافنان
وخلت نواديك الحسان من القذى ** وغدت تعج بانبل الضيفان
خفقت بك الرايات يا لخفوقها ** من بعد ما طويت عن الاجفان
الراية الكبرى ترفرف و العلى ** تبني لها مجدا بكل بنان
زحفت مواكب يعرب لتبثها ** وجد المشوق وحرقة الولهان
ولطالما اغفت على احزانها ** ولطالما قرت على نيران
ادمشق ما انت الغداة بثاكل ** ما انت بالنادي الخضيب العاني
*******
ما انت البلد المضيع حقه ** ما انت بالبلد القليل الشان
كم وثبة لك في القيود تقطعت ** اسبابها ودم تسرب قاني
ولكم افقت على الشدائد و الاذى ** وسحبت في البلوى وفي الاحزان
رضت الجهاد فما استكان لغاصب ** ولقد حضنت ملاعب الفرسان
فخذي الحقائق لا يغرك باطل ** وضعي الامور بكفتي ميزان
وتشع فيك كواكب وعباقر ** وتطيب فيك معاهد ومغاني
فتحللي من كل قيد بائد ** وتحفزي للهدم و البنيان
وثبي مع الاقدار لا تتهيبي ** فالدهر ليس لخامل مذعان
كوني عيونا لا تنام على قذى ** وحذار من سبع ومن شيطاني
وحذار ان تنسي مواكب للعلى ** لفت مع الامجاد في اكفان
لا تنسينك مهرجانات المنى ** زمرا من الاشياخ و الشبان
تلكم حشاشات الكبود تقصفت ** بيد الردى ومخالب العدوان
مهرت جهادك انفسا عربية ** صيغت من الاخلاص و الاحسان
ومضت الى ارماسها وكانها ** دنيا تزف بنعمة واماني
*******
اليوم عيدك با دمشق فهللي ** وتفتحي عن عالم وجنان
بغداد قد حيتك صفوة جندها ** والنيل اوفد خيرة الفتيان
وجنود مكة و الرياض وفتية ال ** اردن عندكم كالنجوم حوان
وعلى يمينك كالرجاء مهللا ** جند تحدر من ذرى لبنان
الله الكبر لا رجاء لقاعد ** الله الكبر لا حياة لوان
ضمني اليك جيوش يعرب تزدهي ** كالامنيات بصدرك المزدان
*******
اني لاسمع هزة تحت الثرى ** وأرى وراء الغيب خفق جنان
وتصك سمع الدهر جلجلة العلى ** وعلى مفارقها سنا التيجان
اوفود يعرب و الديار دياركم ** و العيد في اوطاننا عيدان
عيد بافراح الجلاء وصنوه ** يتناصر الاخوان و الاخدان
هذي دمشق تموج في اعرافكم ** وتشف عن فرح وعن شكران
ولشد ما حنت الى لقياكم ** وصبت لامجاد لكم وزمان
ابت العروبة ان تنام على الاذى ** او تنطوي في اليأس و الخذلان
واذا العزائم شمرت عن ساقها ** ومشت على الاحقاد و الاضغان
ملكت زمام المجد من اشطانه ** وتربعت في الملك و السلطان
*******
( شكري ) وانت اخو الجهاد وعزه ** ولقد حبيت بأخلص الاعوان
طب بالذي ادركت نفساً و الذي ** اوليت هذا المجد من الوان
انا لنقسم ( ان نذود عن الحمى ** ونريق خير دم لاكرم بان
فخذ الزمام يحن دهرك طيعا ** واشمخ بمجدك فالشموس روان
يا يوم يعرب في دمشق لك الفدا ** حييت في الازمان و الاوطان